تتجه أنظار المستثمرين والمحللين نحو الاجتماع المرتقب لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نظرًا لتأثير قراراته المباشر على الأسواق المالية، ولا سيما سوق الذهب.
ويشكل سعر الفائدة الفيدرالي عاملًا رئيسيًا في تحديد توجهات المستثمرين، حيث تؤثر قرارات رفع أو خفض الفائدة على شهية المخاطرة والاستثمارات في الأصول الآمنة مثل الذهب.
موعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي
ويعقد الاجتماع يومي 18 و19 مارس 2025، وهو الاجتماع الثاني لهذا العام ضمن سلسلة الاجتماعات الدورية التي يعقدها البنك لمراجعة السياسات النقدية وتحديث التوقعات الاقتصادية.
توقعات قرار الفائدة وتأثيره على الذهب
وتشير التوقعات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يُبقي على سعر الفائدة المرجعي دون تغيير عند 4.25%-4.50%.
يأتي ذلك في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالتوترات التجارية العالمية وتأثيرها على أداء الاقتصاد الأمريكي، كما سيصدر البنك المركزي ملخص التوقعات الاقتصادية (SEP)، الذي يقدم رؤية محدثة عن الحالة العامة للاقتصاد الأمريكي وتوجهات المسؤولين بشأن تحركات أسعار الفائدة المستقبلية.
وتعتبر قرارات الفيدرالي بشأن سعر الفائدة من العوامل الرئيسية المؤثرة على سعر الذهب، وعند خفض أسعار الفائدة، يقل العائد على الأصول المالية مثل السندات، مما يجعل الذهب، الذي لا يدر عائدًا، أكثر جاذبية للمستثمرين كملاذ آمن.
وعلى العكس، عند رفع أسعار الفائدة، قد يتجه المستثمرون نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة، مما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على الذهب وانخفاض أسعاره.
أداء الذهب قبل اجتماع الفيدرالي
وفي الأيام التي سبقت الاجتماع، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوز سعر الأونصة حاجز 3000 دولار للمرة الأولى في التاريخ، وهذا الارتفاع يعكس تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية العالمية.
وفي 17 مارس 2025، سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية 2998.14 دولار للأوقية، بعد أن بلغ أعلى مستوى له عند 3004.86 دولار في اليوم السابق، ويعكس هذا الارتفاع التاريخي تزايد الطلب على المعدن الثمين في ظل تزايد المخاوف الاقتصادية وترقب المستثمرين لقرار الفيدرالي.

العوامل المؤثرة على قرار الفيدرالي
تتعدد العوامل التي يأخذها الاحتياطي الفيدرالي في الاعتبار عند تحديد سياسته النقدية، ومن أبرزها:
- معدل التضخم: يعتبر استقرار الأسعار هدفًا رئيسيًا للفيدرالي. إذا ارتفع معدل التضخم بشكل ملحوظ، قد يتجه الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
- سوق العمل: يعد معدل البطالة ونمو الوظائف من المؤشرات الأساسية التي ينظر إليها الفيدرالي، وسوق عمل قوي قد يدعم قرار رفع الفائدة، بينما قد يدفع ضعف سوق العمل الفيدرالي إلى خفضها أو الإبقاء عليها دون تغيير.
- النمو الاقتصادي: معدلات النمو الاقتصادي تؤثر على قرارات الفيدرالي. نمو قوي قد يستدعي تشديد السياسة النقدية، بينما قد يتطلب تباطؤ النمو سياسات تحفيزية.
- التوترات الجيوسياسية والتجارية: الأحداث العالمية، مثل النزاعات التجارية أو التوترات السياسية، قد تؤثر على الاقتصاد الأمريكي وتدفع الفيدرالي إلى تعديل سياساته استجابةً لهذه التطورات.
توقعات الأسواق لقرار الفيدرالي
وتظهر الأدوات المالية، مثل عقود الفائدة الآجلة، توقعات المستثمرين لقرارات الفيدرالي المستقبلية، وفي الفترة التي سبقت الاجتماع، كانت الأسواق تتوقع بنسبة كبيرة أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، مع احتمالية خفضها في الاجتماعات القادمة إذا استمرت الضغوط الاقتصادية.
ردود فعل الأسواق المحتملة لقرار الفيدرالي
وبناءً على القرار المتوقع للفيدرالي، يمكن أن نشهد السيناريوهات التالية في أسواق الذهب:
- الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير: قد يستمر الذهب في التداول بالقرب من مستوياته الحالية، مع احتمال حدوث تقلبات طفيفة بناءً على تصريحات الفيدرالي وتوقعاته المستقبلية.
- رفع سعر الفائدة: قد يؤدي ذلك إلى تراجع سعر الذهب، حيث يزيد العائد على الأصول المالية البديلة، مما يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
- خفض سعر الفائدة: قد يدفع ذلك سعر الذهب إلى مزيد من الارتفاع، حيث يقل العائد على الأصول المالية، مما يزيد من جاذبية الذهب للمستثمرين.
ويعتبر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في مارس 2025 من الأحداث المهمة التي تؤثر على الأسواق المالية، ولا سيما سوق الذهب، وبينما ينتظر المستثمرون القرار الرسمي، تظل الأسواق في حالة من الترقب، مع توقعات بتحركات قوية في أسعار الذهب بناءً على نبرة تصريحات الفيدرالي حول مستقبل السياسة النقدية.
التعليقات